الأطفال السوريون يتحملون وطأة صراع عمره 13 عامًا

بينما احتفل العالم بقدوم عام 2024، شهدت المجتمعات في شمال غرب سورية استمرار عام آخر غارق في الصراع. فقد أحيت سورية في 15 آذار بكل أسى الذكرى الثالثة عشرة للصراع .

في عام 2024، يعتمد 4.2 مليون شخص في شمال غرب سورية على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية حيث أن غالبيتهم من النساء والأطفال. هذا ويحتاج 86 في المائة من السكان إلى مساعدة في الحماية ، بينما يحتاج ما يقارب من 80 في المائة من السكان إلى مساعدة صحية حيث أن ثلث السكان يقعون ضمن فئة "الكارثية" وهي الأسوأ شدة.

بعد 13 عامًا من الصراع، إلى جانب استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية ونقص الغذاء، تُدفع العائلات بشكل متزايد إلى حافة الانهيار. فقد أبلغ ما يقارب من نصف الأسر في شمال غرب سورية عن فقدان الوظائف أو البطالة كعائق أمام تلبية الاحتياجات الأساسية.

هناك الآن 3.4 مليون نازح داخليًا ، ما يمثّل زيادة بأكثر من 500,000 شخص عن العام الماضي. حتى نهاية شهر شباط، لم يعُد حوالي 43,000 شخص نزحوا بسبب الزلازل إلى ديارهم، بما في ذلك حوالي 40,000 شخص يقيمون في 70 مركز استقبال. و لا تزال ظروف المعيشة قاسية في أكثر من 1,500 مخيم وموقع غير رسمي للنازحين حيث يعيش مليونا شخص ويتعرضون لتهديدات مستمرة بالفيضانات في الشتاء والحر الشديد في الصيف. إن قرابة 60% من سكان المخيمات والمواقع غير الرسمية هم من الأطفال.

يتحمل الأطفال السوريون وطأة هذه الأزمة.

جيل كامل من الأطفال، غدوا في عمر المراهقة حاليًا، نشؤوا في ظل الحرب الحرب والنزوح. وقد امتد الأثر النفسي للأزمة أكثر نتيجة الزلازل التي وقعت العام الماضي. ويحتاج اليوم 89% من أصل أكثر من مليوني طفل في شمال غرب سورية إلى مساعدة في مجال حماية الطفل، بما في ذلك الدعم النفسي الاجتماعي والخدمات المخصصة للحماية من العنف والإساءة والإهمال والاستغلال وغيرها من الممارسات الضارة. ويحتاج ما يصل إلى 1.5 مليون طفل وفتاة مراهقة وامرأة حامل ومرضعة في شمال غرب سورية إلى مساعدة غذائية.

كما أن للنزاع تأثير مدمر على تعليم الأطفال. في شمال غرب سورية، لا يقل عدد الأطفال الذين لم يلتحقوا بالمدارس عن مليون طفل في سن الدراسة. حسب تقرير "اللمحة العامة للاحتياجات الإنسانية"، فإن أعلى نسبة من الأطفال غير الملتحقين بالمدارس تتركز في إدلب بين جميع المحافظات في سورية. ويتعرض تعليم الأطفال الذين لديهم إمكانية الوصول إلى التعليم، سواء الرسمي أو غير الرسمي، للتوقف بشكل متكرر بسبب الأعمال العدائية والنزوح المؤقت.

وتعليقًا على الوضع، قالت حميدة البالغة من العمر 55 عامًا والتي تشارك خيمة مع عائلتها في سرمدا: "نحن نعيش في مخيمات بالكاد يوجد فيها طعام أو ماء أو أي شيء آخر".

وأشارت إلى عام 2023 على أنه "عام فظيع" حيث فقد الناس أحبائهم بسبب الزلازل بالإضافة إلى الخوف المستمر من الأعمال العدائية.

شهد شهر تشرين الأول الماضي تصعيدًا للأعمال العدائية في إدلب وريف حلب الغربي، ممّا أدّى إلى نزوح مؤقت لأكثر من 120,000 شخص. وكان هذا أكبر تصعيد يشهده شمال غرب سورية منذ عام 2019. وبحسب السلطات الصحية المحلية، فقد قُتل أكثر من 100 شخص، ما يقارب من 40% منهم من الأطفال، وأصيب أكثر من 440 آخرين. وبينما انزاحت الحوادث إلى حد كبير إلى المناطق الحدودية بحلول منتصف شهر كانون الثاني 2024، إلا أنه لا يزال هناك حوادث يُبلغ عنها بشكل يومي تقريبًا.

قال حميد بكل حزن: "أتمنى فقط أن يعود الجميع بأمان إلى مدنهم وقراهم لا أكثر."

المصدر: مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (ocha)